أبو هريرة صحابي جليل وإن رغمت أنوف
مجلة التوحيد
]الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، خاتم الأنبياء والمرسلين، أرسله للناس كافة بشيرًا ونذيرًا وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، فَعَلَّم من آمن به واتبع شرعه، وهذب عقول البشرية فزكاها بما أوحى الله عز وجل إليه،وأنار لها الطريق بهذا الوحي الذي جعله الله عز وجل روحًا:
وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلاَ الإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشـاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ «الشورى: 52».
فصراط الله عز وجل يبينها رسول الله صلى الله عليه وسلم بأقواله وأفعاله؛ فهو خاتم الرسل ورسالته خاتمة الرسالات،
قال تعالى: مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ «الأحزاب: 40».
وقوله تعالى: قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا «الأعراف: 158».
وقوله تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ «سبأ: 28».
هيمن هذا الكتاب على الكتب السابقة، فظهر الحسد والحقد من أهل الكتاب، فعملوا على إكفار من آمن بهذا الحق،
قال تعالى: وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ «البقرة: 109».
ونهج نهجهم وسار على منوالهم بعض من تسموا بأسماء المسلمين الذين يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم.
أما المؤمنون فهم الذين إذا دعوا إلى كتاب الله وهدي الرسول الكريم قالوا: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ «النور: 51».
فليس لهم خيار، بل يسلمون لحكم الله والرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، قال تعالى: وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُبِينًا «الأحزاب: 36».
وقال عز من قائل: لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ «التوبة:17».
وقد اختارهم الله عز وجل لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم وخاطبهم
بقوله تعالى: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ «آل عمران: 110»،
فمن أحبهم أحبه الله عز وجل فهم الذين نصروا دينه ونشروه.
لذلك نرى السلف الصالح لا ينسون فضل الله عز وجل ثم فضل نبيه عليه الصلاة والسلام، ثم فضل الصحابة الكرام، قال تعالى:
وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ «الحشر: 10».
ثم خلف من بعدهم خلف نسوا الفضل وتهجموا على أهل الفضل والإحسان بغير دليل ولا برهان حقدًا عليهم وحسدًا من أعداء الدين وممن ينتسبون إلى الإسلام لقلة علمهم ولحداثة سنهم ولسفاهة أحلامهم ولمروقهم من الدين كما يمرق السهم من الرمية،
يمالئون الكفرة والمشركين، وإخوان القردة والخنازير، وقد تنبأ الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام بذلك، قال صلى الله عليه وسلم :
«إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا يتنزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق (عالم) عالمًا اتخذ الناس رؤسًا (رؤساء) جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا». متفق عليه.
لقلة علمهم بالأحاديث وعدم مقدرتهم على حفظها وفهمها ردوها وطعنوا في الأحاديث والصحابة الكرام.
يقول الإمام الشاطبي في كتابه الاعتصام (ص177): «إن أهل الأهواء والبدع أعيتهم الأحاديث أن يحفظوها ويعوها فردوها».
كل بغيتهم أن يطفئوا هذا النور، قال تعالى: يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ «التوبة: 32، 33».
اتجهوا إلى نقلة الأخبار لما عجزوا أمام القرآن ولم يحفظوا أحاديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، وإلى من كان أكثر رواية للحديث عن الرسول الكريم وهو أبو هريرة رضي الله عنه وأرضاه، الذي دعا له خير البرية بأن يحفظ ما يسمعه منه ولا ينساه، واستجاب الله عز وجل دعاءه، فقد روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (5374) حديثًا.
فأبو هريرة رضي الله عنه صاحب الرسول الكريم، وقرة عين المسلمين الذي حرص على العلم فناله وعمل بالعلم فحفظه.
وهو حبيب كل مؤمن صادق، وكيد المجرمين والزنادقة الملحدين، وغصة في حلوق المنافقين وكل عدو للدين من الجهمية الذين نفوا صفات رب العالمين، والخوارج الذين مرقوا من الدين، والقدرية الذين اعتزلوا الإسلام وأهله وردوا أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم في القدر، والمعتزلة منهم وعلى رأسهم النَّظَّام الذي نفي معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم وطعن في القرآن بعد أن هدم سنة خير الأنام.
فمن هؤلاء الأقزام الذين لا يعرفون من الدين إلا رسمه، ومن القرآن إلا اسمه، جهلة بدين الله، يقولون على الله وفي الله بغير علم، ويحكمون عقولهم في نصوص القرآن الكريم، وهدي الرسول صلى الله عليه وسلم ، أهل الأهواء والبدع يقض مضاجعهم الدين وتقلقهم سنة الصادق الأمين، فيسبون الصحابة الكرام ؛ الذين أثنى عليهم رب الأنام في محكم القرآن الكريم وشهد لهم خير البرية بأنهم خير الناس.
تعريف بأبي هريرة رضي الله عنه:
هو حافظ سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحارسها ومؤتمن عليها هو وأخوته من الصحابة الكرام، الذين شهد لهم الداني والقاصي، وأثنى عليهم المتبع والمخالف لما كانوا عليه من خُلق قويم وهُدى على الصراط المستقيم وتأسٍ بمن وصفه رب العالمين بقوله: وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ]«القلم: 4».
هو من العرب العارية اسمه:
عبد الرحمن بن صخر الدوسي، ودوس بطن من بطون الأزد وهي قبيلة يمانية قحطانية.كان ميسور الحال، لديه من يخدمه ويرعاه من العبيد، استجاب لدعوة الإسلام على يد
الطفيل بن عمرو الدَّوْسيِّ، آمن أبو هريرة رضي الله عنه بالرسول صلى الله عليه وسلم ودعا قومه للإيمان، فآمن أبو هريرة رضي الله عنه وهاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل خيبر، فضل عنه غلامه، فذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن ظل يبحث عنه، فلما وقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم : «هذا غلامك؟» فقال رضي الله عنه: هو لوجه الله.
فكان ميسور الحال، غنيًا عن سؤال الغير، يحب الدنيا، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتعلق قلبه بدنيا ولا مال مع أنه نشأ يتيمًا، وكان في الإسلام مسكينًا لأنه لم يشتغل بتجارة بل صرف همه ووقته ليتعلم الدين وليحفظ سنة الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام.
شهد - رضي الله عنه - خيبر، وكان عمره دون الثلاثين، أسلم سنة ست للهجرة، فكانت مدة إسلامه إلى وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم أربع سنين وزيادة. «المسند».
طابت نفسه - رضي الله عنه - بمصاحبة النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث سنين دون السفر إلى البحرين ودون الغزوات التي خرج فيها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم . «المسند 4/111، وأبو داود 1/19».
]ولم تشغله التجارة ولا الصفق بالأسواق، دعا له خير الأنام بألا ينسى ما حفظه منه، وطلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدعو لأمه لبره بها فأسلمت، وطلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدعو الله أن يحببه وأمه إلى عباده المؤمنين، وأن يحبب عباده المؤمنين إليهما، فدعا لهما. ]«مسلم».
أشهر من سكن الصفة، وكان عريفهم، استوطنها طول عمر النبي صلى الله عليه وسلم ، لازم رسول الله صلى الله عليه وسلم وطابت نفسه وقرت عينه به، كان محبًا للعلم مخلصًا فيه، عاملاً بما علم، وهو
القائل: «باب من العلم نتعلمه أحب إلينا من ألف ركعة». «البخاري تعليقًا في التاريخ الكبير 4/212».
دعاه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى بعض الغنائم قائلاً له: ألا تسألني من هذه الغنائم؟ فيجيبه، أسألك أن تعلمني مما علمك الله. «تذكرة الحفاظ 1/34».
شهد خيبر، ووادي القرى، وعمرة القضاء، وغزوة ذات الرقاع، وغزوة نجد، وإجلاء اليهود، وفتح مكة، وحنين، وحصار الطائف بعد حنين، وتبوك، ومؤتة، وحروب الردة، واليرموك، وأرمينية، وكان مع عثمان بن عفان في الحصار.
كان أجيرًا لبسرة الصحابية المشهورة أخت الصحابي المشهور عتبة بن غزوان المازني، فتزوجها،
قال: «الحمد لله الذي جعل الدين قوامًا وجعل أبا هريرة إمامًا». «طبقات ابن سعد».
كان عديلاً لعثمان بن عفان الذي تزوج فاختة وكان له من الأبناء أربعة وبنتًا، أشهرهم المحرر، توفي في خلافة عمر بن عبد العزيز،
روى عن أبيه وكان قليل الحديث، ومُحرز ذكره البخاري في التاريخ الكبير،
وعبد الرحمن وبلال، أما ابنته فتزوجها سعيد بن المسيب التابعي الجليل، اعتنى بالقرآن وحفظه ثم صار معلمًا فقرأ عليه أبو جعفر يزيد بن القعقاع المخزومي أحد القراء العشرة الأئمة وعبد الرحمن بن هرمز.
كان متواضعًا فهو الذي يقول لابن عباس رضي الله عنهما وهو أصغر منه:
أنت خير مني وأعلم، ثَبْتٌ في الفتوى؛ عد ابن حزم من الصحابة ثلاثة عشر صحابيًا كان تريبته بينهم الرابع. «الإحكام».
كان أبو هريرة رضي الله عنه كريمًا؛ أعتق العبيد، وأحسن لمواليه، وكفل الأيتام، وأعتق الأغر بن سليك أبا مسلم المدني. بالاشتراك مع أبي سعيد الخدري، كفل
معاوية بن معتب الهذلي،
وكان في حجره وعلمه مما يعلم فصار إمامًا ومحدثًا، ربى أولاده تربية علمية جعل من الرواة من يحتاجون إليهم ويروون عن أحدهم وهو محرر ابنه ما فاتهم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه كالشعبي والزهري.كان حافظًا متقنًا وثقه خير البرية الرحمة المهداة للبشرية عندما سأله رضي الله عنه، فقد سأله: من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة ؟ فقال: لقد ظننت أن لا
يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك لما رأيت من حرصك على الحديث. «البخاري 8/146، 1/35».أقوال الصحابة في أبي هريرة رضي الله عنه:
وثقه طلحة بن عبيد الله أحد العشرة المبشرين بالجنة،
بقوله: سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يسمعوا، كان مسكينًا وكنا أهل بيوتات. «الترمذي».
قال عنه أُبَيُّ ابن كعب في حرصه على العلم: «إن أبا هريرة كان جريئًا على أن يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أشياء لا نسأل عنها». «المسند».
قال ابن عمر رضي الله عنهما: «يا أبا هريرة، أنت كنت ألزمنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأحفظنا لحديثه: وأعلمنا بحديثه». «الترمذي والمسند».
وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قال رجل لابن عمر: إن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال ابن عمر: أعيذك بالله أن تكون في شك مما يجيء عندك ولكنه كان أجرأ وجَبُنَّا. «المستدرك».
اختلف أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وعبد الله بن عباس في امرأة وضعت بعد وفاة زوجها بأربعين ليلة، قال عبد الله بن عباس آخر الأجلين، وقال ابن عوف أقرب
الأجلين: وَأُولاَتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا «الطلاق: 4»، قال أبو هريرة رضي الله عنه: أنا مع ابن أخي، يعني: أبا سلمة بن عبد الرحمن بن عوف.
«البخاري 6/193».
وأرسل عبد الله بن عباس رضي الله عنه كريبًا مولاه إلى أم سلمة رضي الله عنها فذكرت له قصة سبيعة الأسلمية.فهذا ابو هريرة رضي الله عنه،
لا يقع فيه إلا زنديق أو منافق مغموص في النفاق
أو شيوعي أفاق، أو جهمي، أو خارج على دين الإسلام، أو معتزلي قدري حكموا العقول في المنقول وطعنوا في النقلة الأخيار الصحابة الكرام ومن تبعهم بإحسان.
فاعتبروا يا أولي الألباب، وعرجوا عن سبيل الناكثين، إلى سنن المهتدين، وأمسكوا الألسنة عن السابقين إلى الدين، وإياكم أن تكونوا يوم القيامة من الهالكين بخصومة أصحاب رسول رب العالمين، فقد هلك من كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خصمَه، ودَعُوا ما مضى فقد قضى الله فيه ما قضى، وخذوا لأنفسكم الجد فيما يلزمكم اعتقادًا وعملاً، فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً. «العواصم من القواصم لأبي بكر بن العربي، بتصرف ص180».
وبعد، فماذا جرى في عصرنا الحاضر من أناس حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام، يطعنون في أولي الأحلام والنهى والذين صحبوا خير خلق الله قاطبة، خير أمة أخرجها رب العالمين لهداية الناس أجمعين.
ولكن كما قالت أخت الأمير عندما تعرض لها في الطواف الشاعر الماجن عمر بن أبي ربيعة، فلما علم أنها أخت الأمير ولى، قالت قولتها الشهيرة:
تعدو الذئاب على من لا كلاب له
وتتقي صولة المستأسد الحامي
أين حراس الدين ؟! أين المسئولون !! الذين يضربون بيد من حديد على أيدي هؤلاء ويحجرون عليهم حتى لا نبتلى بأكثر مما ابتلينا به.نسأل الله العافية والسلامة، والله الهادي إلى سواء السبيل.
و قال أبو زُرعة الرازي رحمه الله:
«فإذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله r فاعلم أنّه زنديق.
و ذلك أن الرسول r عندنا حق، و القرآن حق، و إنما أدّى إلينا هذا القرآن و السنة أصحاب رسول الله r، و إنما يريدون أن يجرحو شهودنا ليبطلو الكتاب و السنة. و الجَّرْحُ بهم أولى و هم زنادقة»[
الكفاية للخطيب البغدادي (97).
منقول
المفضلات